الكرادشة: علينا إدراك حجم أزمتنا الاقتصادية
قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور منير كرادشة إن منظومة البناء الاجتماعي مرتبطة بمنظومة البناء الاقتصادي، مضيفًا أن الاقتصاد الأردني - ورغم انفتاحه على الاقتصاد العالمي - إلا أنه شديد الحساسية صوب آثار ركود الاقتصاد العالمي والتي تظهر من خلال التقلبات القاتمة في الصادرات، وأسعار النفط، وانخفاض قيمة الأسواق المالية، وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر فيها.
وأشار خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أن الأدبيات الاجتماعية الاقتصادية في هذا السياق تؤكد ضرورة امتلاك الأدوات والآليات الملائمة لمواجهة تحديات عجلة الاقتصاد، داعيًا الجهات المعنية إلى إجراء خطط استباقية، تتخلص من الارتجالية والفوضى، وتعزز من السلوك العقلاني الرشيد في إدارة الشؤون الاقتصادية، وبشكل خاص مع بلوغ الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي 18.9 مليار دولار، واستقرار معدل التضخم عند 1.7%.
وأكد أن إدراك الحكومة لحجم الأزمة الاقتصادية، وحيثياتها، سيجعلها أمام مسار إيجابيّ، وواعد يقلل من حجم النتائج المخيبة للآمال.
وأوضح أنه رغم المجهود الذي بذل لمعرفة ورصد آثار الأزمة الاقتصادية وأسبابها، إلا أنها بقيت قاصرة، ويعتريها كثير من أوجه العجز، وعدم الإحاطة، والقصور، وقد يعود ذلك لاعتبارات تتعلق باقتصار تناول هذه الظاهرة من منظورات اقتصادية بحتة، مهملة في ذلك الجوانب والمنظورات المعرفية الأخرى، لاسيما ذات العلاقة بالمنظورات الاجتماعية والإنسانية، خاصة وأن مسألة الوعي بالأزمة يبقى فعلًا شديد الصلة بممارسات الإنسان وسلوكه الرشيد العقلاني، والذي يشكل فيه وعيه ومعرفته أهم المرتكزات الحيوية في عملية مواجهتها؛ خاصة في ظل جسامة الإشكاليات التي تفرضها هذه الأزمات وما يترتب عليها من انعكاسات على أوضاعهم المختلفة.
